بقلم الدكتور صلاح الراشد
سوف نبدأ بإذن الله من الداخل. الداخل هو المكان الصحيح، المكان الصحيح هو: النفس. بعد النفس الأسرة، ثم الجماعة، والمقصود بها هنا "جمعية سلام" التي سننطلق من خلالها معاً، ثم المجتمع الذي تعيش فيه، ثم العالم ثم الكون ثم الله خالق الأكوان (أنظر الخارطة الذهنية المبسطة أدناه). إن هذا التسلسل الذي أفهم فيه التحرك الصحيح. لا يمكن أن نعرف الكون دون أن نعرف العالم الذي نعيشه. لا يمكن أن نعرف العالم دون أن نعرف مجتمعنا. لا يمكن أن أعرف أي شيء وأنا لا أعرف نفسي. لا يمكن أن أؤثر بأي شيء ما لم أعرف كيف أؤثر بنفسي. في التوراة: "أعرف نفسك تعرف ربك". سوف ننطلق معاً خطوة خطوة. سأقوم بعرض مخطط لكل جزء من كل دائرة كل فترة، بمعدل كل أسبوع أو أسبوعين
تخيل أن الذات هي الدائرة التي في العمق، وحولها الأسرة: أنت وآخرين، وحولها الجماعة التي تعمل من خلالها (المؤسسة، الشركة، الهيئة ..الخ. هنا في مخططنا: جمعية سلام)، ومن حولها المجتمع أو البلد الذي أنت فيه، ومن حولها العالم، ومن حوله الكون، والله، سبحانه، الكون في قبضته وحماه وداخل ملكوته. سنضع معاً مخططاً محكماً لكل مرحلة بإذن الله. ما تقرأه هنا قد لا تجده في أي مكان آخر. أنت فعلاً محظوظ لو كنت في هذه الصفحة. إن هذا العمل حصيلة جمع معلومات سنين طويلة من مصادر مختلفة وحضارات متباعدة. أنا كذلك محظوظ أني سأركز في هذا العمل. لو كنت تريد نجاح هذا المشروع الذي هدفه عمل نقلة نوعية في حياتك استعداداً لتغيرات التي توشك أن تشمل العالم قريباً، فهذا يتطلب منك مجموعة أمور.
(1)الإيمان بالفكرة. لو لم تكن مقتنعاً فعليك أن تعود لمشاهدة حلقات "رسالة من الكون" وحلقات "مهمة سلام" ورواية "على أبواب الملحمة" قبل أن تكون في هذا المشروع. يجب أن تكون مؤمناً بالفكرة ليس 99% بل 100%. أنت في هذا المشروع لأنك مؤمن بأن لك دوراً تريد أن تؤديه في الحياة، وأنك مقتنع بالمنهج الذي نتحدث عنه.
(2) الالتزام. إن هذا المشروع عبارة عن برنامج مكثف للذات والأسرة ومجتمعنا والعالم بأسره. سنبدأ من البداية مع الذات: الجسد، والنفس، والعقل .. سوف أسرد معلومات كثيرة ومقترحات عملية، سأشارك أنا وفريق عملي فيها كذلك أولاً بأول. سنأخذها خطوة خطوة، ونفذ ما يمكنك وما يناسبك ووفقاً لمرحلتك. دوّن، لخص، وتابع.
(3) الإيجابية: المحافظة على سريان الطاقة. لا تفسد طاقتك ولا طاقة الآخرين. حافظ على طاقة إيجابية قدر المستطاع.
(4) العزيمة: استمر في التنفيذ والمتابعة. سدد وقارب، المهم تابع. انتبه، الناس تبدأ بحماسة ثم في الطريق تتراجع أو تتساقط أو تتوقف. أنت مختلف. استمر. حتى عندما تخفق، عادي، اعد قواك ثم استمر.
(5) المتعة والجدية: التزم الجدية في نية التغيير والتركيز على الإنجاز، وفي الوقت نفسه، الاستمتاع بالرحلة. استمتع في كل لحظة، وفي كل عمل تقوم به.
(6) كن طيباً: الطيب لا يغدر، لا يستغل أخوته وأخواته في الطريق، لا يتستهتر، لا يستهزء، لا يغش. الطيب يحب للآخرين ما يحبه لنفسه ولأخته وأمه. يعامل الناس كأهله، يحترمهم، يقدر لهم مراحلهم، يصدق، يتعامل بشفافية. كن طيباً في التعامل مع الناس.
(7) كن حراً: خذ ما ما يناسبك ودع ما لا يناسبك. لاحظ أنه ليس في منهجيتي أمة وشعب (لا أمة الإسلام ولا أمة العرب ولا ما شابه من هذه المعاني). أنا أحترم من يعمل لأمته، لكن هذا المنهج لا يروق لي ولا أعتد به، وأعده منهج فيه عنصرية وإجحاف. لو كنت تعتقد بغير ذلك فأضف هذا لمنهجك. وأسوأ من ذلك عندي القبيلة والجماعة الدينية والطائفة وما شابه ذلك مما يفرق ولا يقرب، وحججه واهية ومؤذية. إن هذا المخطط عام وأساسي يمكنك أن تضيف له ما تريد، وبما بتناسب معك.
(8) كن حذراً: يحق للمعلم أو القائد أن يعاقب ويطرد ويرفض ويتخذ قرارات خاطئة ويجحف ويختبر ويكلف. لو كنت لا تتحمل ذلك فلا تشارك. فقط خذ ما تريده من المعلومات ثم استفد منها. لا تشارك في هذا المشروع وأنت من أصحاب عقلية غالب العرب اليوم الذين لديهم في العمق مشكلة مع السلطة (أي سلطة)! تحمل. اصبر، وصابر، ورابط. أو خذ من بعيد ما يروق لك ولا تربك الجمع. إثارة الاضطراب والمعارضات والجدل صناعة الشياطين والأشرار. لا تكن هكذا. كن مشاركاً أو مستفيداً أو ابحث عن بيئة تناسبك وشارك فيها. نحن نقدر لك مرحلتك أياً كانت.
(9) كن مستعداً: في الطريق سنبين أكثر وسنغير، كن جاهزاً. كن مستعداً للمشاركة وحمل التكاليف والإفادة. كن جاهزاً فإن الأيام القادمة تحمل من التغيير ما سيصطدم الناس بشكل مرعب، أنت، بإذن الله، لن يحصل معك ذلك، فأنت تدرك حجم التغيير الذي سيأتي على العالم. كن ليناً ومستعداً وجاهزاً ومتوكلاً مطمئناً. أنت تعلم أن الله سبحانه هو من يدير الكون، وأن الكون متوازن ومتناسق وهادف. ولا خوف لديك في العمق. ما لديك هو شغف لعمل ما يمكنك عمله للمشاركة في الصناعة
لو ناسبك هذا الكلام فعلى بركة الله. تأكد من أنك مسجل في خدمة راين بو
لو كنت مستطيعاً المشاركة معنا في النادي الذي أدرس فيه المنهجية بترتيب واتقان ودراسة فافعل. أنا كل فترة أضيف له ما أود ضمانه للعضو
لو لم تكن مستطيعاً مادياً فتابع معنا هنا. أعضاء النادي هم أشخاص مميزون، ويحصلون على اهتمام أكبر مني، ويتلقون ما هو مدروس باتقان. لكن هذا لا يمنع أن تكون معنا هنا. سيعينك طلبتنا وأعضاء النادي، فهم في مرحلة متقدمة من التعلم
ملاحظة: أنا أنوي تكثير الموجودين في هذه الصفحة، وأتمنى وصولها للمليون وأكثر، لكن صدقاً ليس هذا المهم. المهم النوعية. لذلك أنا أريدك أن تسوق معي فكرة هذا المشروع لكن بحذر. لا تسوقه في المنتديات المعروفة بالجدل، وبين البيئات المتواضعة معرفياً، ولمن لديه تركيز على المشاكل والمعاناة .. الخ. هذا المشروع لا يتناسب معهم. الذي يتناسب معهم هو لاحقاً عندما تقع التغيرات في العالم، فتكون أنت أحد قادة هذا التغيير، فيستفيدون منك وقتها، لأنهم كلهم سيكونون في صدمة وقتها. أدعو فقط من تعتقد أنه إيجابي ومحب لنا أو لمنهجيتنا. لا تدعو المجادلين. لسنا في حاجة لمعرفة آراء الناس فينا، ولتصحيح مساراتنا، وسماع نقد الآخرين لنا. لقد فقنا هذه المرحلة، ولدينا وسائلنا الدقيقة لمعرفة ذلك. إن هذه الصفحة وهذا المشروع ليس من ضمنهم. أنا أسير في كل خطوة من خلال الاستخارة والاستشارة والتخطيط الدقيق والالهام والقرار القلب، ولا أعتقد أن كثيرين يعملون ما نعمله بدقة. لقد رأيت كيف عندما نناقش العلم والقراءة والعمل يسكتون! وعندما نذكر رأي سياسي يقفزون. مجردون من أي رسالة أو رؤية، تأتي وتذهب بهم الآراء. لذا لا تجلب علينا من يبطىء علينا، كما قال الله في القرآن
نبدأ على بركة الله .. الرسالة القادمة في الجسد
كتبه
صلاح الراشد
في الساعة الأولى من اليوم الأول من السنة التي هي بداية التغيير الكبير
ممتاز نتابع ة نعمل
ردحذفاتيت من ٢٠٢٠ ولك كل شكر وامتنان
ردحذف