الأربعاء، 31 أغسطس 2011

برنامج سلام للتغيير الذاتي: اليوم الثاني والعشرون

بقلم الدكتور صلاح الراشد


الآن عرفت ما يشغل بالك واهتمامك طوال اليوم، وأعطيت كل واحدة منها عدداً من 1-10 بحيث أن 1 لا يكاد يشغل بالك، و10 شاغل بالك طوال الوقت. ثم قمت بترتيبها من 1 الى 10 وفقاً للأكثر أهمية فالأقل. الآن انظر القائمة. هل هذه القائمة التي تود أن تشغل بالك طوال اليوم في هذه الفترة؟ هل تريدها بهذا الترتيب؟ دعنا نأخذ مثلي الذي ضربته في اليوم السابق



  1. مشاكل أسرية-8
  2. رسالتي-4
  3. الالتزامات العائلية-3
  4. مشكلة أحد الأولاد-5
  5. التطور والتعلم-3
  6. العمل والانتاج-4
  7. التمتع والمغامرة-2
  8. التعليم-3
  9. أحداث العالم-1
  10. أخرى-3

لنأخذ الأعلى هنا. الأعلى "مشاكل أسرية" (8)، وهذا يعني: (1) أني مشغول معظم الوقت في مشاكل أسرية، (2) أني أجذب مشاكل أسرية أكثر. وطبعاً هذا صح. كن منتبها لطريقتي في التعليم والعلاج. أنا أعالج مشاكلك من خلالي. كل العوالم التي حولك هي عوالم افتراضية داخلك (هذا الكلام لن يدركه من هم في مرحلة مبتدئة فكرياً، فقط أولئك الذين في أواخر المرحلة المتقدمة من منهج جوي12 أو بعدها). نعود: لكن على شكل حوار

صلاح قديم: أنا لا أرغب بأن تكون حياتي مليئة بالمشاكل الأسرية
صلاح جديد: طيب، لماذا تركز على المشاكل إذاً؟ لماذا هي في اهتمامك 8 من 10؟
صلاح قديم: هي كذلك
صلاح جديد: ما تركز عليه، تحصل عليه
صلاح قديم: آها. أوكي. فهمت. إذاً أخليها 3
صلاح جديد: أنت حر. ستكون عندك مشاكل
صلاح قديم: اها. سوري. ألغيها تماماً من اهتمامي
صلاح جديد: أنت حر. ستزول عنك المشاكل
صلاح قديم: أفضل

بعض الناس يرى أن هذا الموضوع غير واقعي، أي غير ممكن. لابد أن تكون عنده مشاكل. كلامه صح. بالنسبة له فقط. ما تعتقده تراه وتعيشه

دعي أقول لك ما عملته في القائمة

  1. رسالتي 8
  2. الأولاد 5
  3. الأهل 5
  4. التطور والتعلم 7
  5. العمل والانتاج 5
  6. التمتع والمغامرة 5
  7. التعليم والتأثير 5
  8. الأحداث الداخلية والعالمية 1
  9. الصحة والرياضة 2
  10. السلام الداخلي 2
دعني أشرح. رسالتي هي في السلام والمحبة والتنوير، في التعليم والمعرفة، في التآثير في الوعي العام (الفيلد/المسار)، في إعادة الصناعة (مفهوم يحتاج شرح)، في تغيير المسار، في بناء الجسور بين الأزمنة والأمكنة والأبعاد، وهي رسالة كبيرة جداً، في كثير من الأحيان أكبر من قدري وإمكاناتي، لكنها كانت ما اخترته في الأصل (في البعد قبل المجيء) وصححت عليها في التالي (بعد الاستنارة)، فهي تستحق مني الأكثر، لكن شرط أن أعطيها اهتماماً أكبر من غيرها، بما في ذلك أهلي ومن حولي، لذا قررت أن أخذ هذا القرار ولو على حسابي وحساب من حولي، وهو قرار صعب. أنت غير مجبر عليه، ولا قد يكون مسارك. أنت أعلم بما هو لك ويخدمك

الرسالة أخذت إذاً الأعلي، ثم، بالنسة لي، رفعت التطور والتعلم لأهمية ذلك بالنسبة لي ولرسالتي وللعمل، ثم وزعت ذلك بين المجالات المهمة بالنسبة لي: الأهل والأولاد والعمل والتمتع، والتمتع رفعته كونه يعطي التوازن للاستمرارية بحبية، ثم أضفت السلام الداخلي والصحة، وهذا يشمل بالنسبة لي التفكير بالتأمل والاسترخاء .. الخ. ثم وضعت الاهتمام بالأحداث؛ لأن ذلك جزء من رسالتي. وتأكدت أن جميع الاهتمامات تخدم قيمي

رسالتي أهلي وأولادي عمل
تعلمي تمتعي فيه الحلى
نفسيتي وصحتي تطوري
ثم مراعاتي لأحداث الملا

كلما جاء تفكير خارج هذا النطاق، كررت

رسالتي أهلي وأولادي عمل
تعلمي تمتعي فيه الحلى
نفسيتي وصحتي تطوري
ثم مراعاتي لأحداث الملا


الآن، وقد عملت ذلك، وحددت لعقلي مجالات الاهتمام والتفكير فبما سيفكر طوال اليوم؟ سيضطر للتوجه في التفكير في الكون، وخلق الله العظيم، وطرق التأثير فيه، وتفكيك قوانينه وأسراره، والتعلم، والاسترخاء، والتأمل، والتطور، والحب العائلي، والتمتع والمغامرة، والرياضة والمشي، والانتاج، والإفادة، والتأثير، مع المتابعة القليلة للأحداث. سيكون هذا برنامج تفكيري اليومي. صح؟ كن منتبهاً إلى أن هذا ما يتناسب معي وقتها وفي ظل ظروف وقتها. هذه مسألة شخصية. أنت حدد ما يتناسب معك. بعض الأشياء التي أعطيتها رقماً عالياً قد تكون نازلة بالنسبة لك، والعكس. تجربتك شخصية. كما أنها غير ثابتة قد أغيرها بعد فترة وفقاً لمرحلتي واهتماماتي

لنفرض أن ابتسام طلع معها (ما يشغل تفكيرها واهتماها اليومي حالياً): الزواج 9، والديون 7 .. الخ. هذا يعني أنها تفكر في الزواج (طبعاً بطريقة سلبية؛ لأن التفكير في الزواج في الغالب سلبي)، والديون (سلبي) يشغل الكثير من وقتها. وهي، طبعاً، بذلك تضييع الأوقات الكثيرة، وتجذب حرمانية من الزواج أكثر وديوناً أكثر. بعد التمرين، غيرت توجه تفكيرها. صار التمتع، والعمل، والتوفير .. الخ بديلاً للتفكير السلبي. كل تفكير سلبي استبدله بتفكير ايجابي. كل توجه سلبي وتفكير يعني شيء واحد: لديك ضياع في الرسالة والرؤية. أعد التركيز على رسالتك ورؤيتك

اعمل هذا الآن، بارك الله فيك
أنت الآن تقود الثورة العربية الصحيحة. بعد أن تتقنها سنعمل على نشرها وتعميمها. كن مستعداً
معاً سنبني الفلك الذي بدأنا وضع أسسه



استمتع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق