الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

برنامج سلام للتغيير الذاتي: اليوم السادس

بقلم الدكتور صلاح الراشد



استمر في البرنامج اليومي للتآمل والتنفس والعيش في اللحظة والتسليم والتفويض. إن هذه التطبيقات وحدها تكفي لنقل حياتك إلى نوعية مختلفة تماماً. دعنا نكمل

كن ممتناً
إن الامتنان شعور عال جداً، على مقياس هيكز*، ووعي مرتفع، على مقياس هاوكينز**. والامتنان والجذب في نفس الدرجة، أي كلما زاد الامتنان زاد الجذب. وعدم الامتنان والتدمير الذاتي*** في خط واحد. انظر الشكل التالي





لاحظ في الشكل أن الامتنان وسريان الطاقة (الحظ، الجذب، التوفيق) متزامنان. الشخص الخالي من الامتنان عندما يحصل له جذب فإن ذلك بسبب من حوله! أي أن الجذب حصل له ببركة (طاقة) من حوله، هو لا يجذب شيئاً جيداً. إن الجلوس بقرب المباركين (أصحاب الطاقات العالية) فائدة بحد ذاته! في الحديث "همُ القومُ لا يشقى بهم جليسهم"، أي أنهم ينقلون له السعادة حتى لو كان شقياً! و"بهم" أي بسببهم. سمعت أستاذي جيم رون يتحدث كثيراً وبامتنان عن أستاذه "مستر شوف"، وأنا أعتقد أن طاقته ومعرفته لازمت جيم عقوداً، ونقلته من ولد "صايع ضايع" مديون، إلى واحد من أقوى الشخصيات المؤثرة في التاريخ المعاصر. لو أردت أن تكتشف طاقة شخص تلازمه فتعرف على حياتك قبل وبعد معرفته أو القرب منه. لاحظ الأمور المادية والروحية. هل عملت قفزة؟ قيم بركة الأشياء بدقة. لو كان من حولك أو ما حولك مباركاً (ودليلك النتائج) وأنت مشاعرك سلبية تجاهه فهذا التدمير الذاتي. أنت في العمق (اللاواعي) لا ترى أنك تستحق هذا كله. أنت في الطريق ستخسر هذه البركة. إن البركة من التبارك. و"بارك" أي فرح له وهنأ، و"برك" أي ارتاح وهنأ وجلس، و"يبارك" أي يهنأ، والبركة سريان لطاقة جميلة تتسهل بها الأمور، بإذن الله وتوفيقه. والتعامل مع البركة مسألة دقيقة جداً، وأمر فائق الأهمية. فكن واعياً في تعلمها. راقب النتائج ثم استشعر مشاعرك. لو النتائج إيجابية ومشاعرك سلبية تجاه ما يجلب لك البركة والإيجاب، فأنت في سلب، ومسارك معاكس. لو كنت في امتنان، وهي مشاعر طيبة تجاه ما يُجلب لك أو مصدر ما يُجلب من خلاله، فأنت في طريق موفق ومبشر. هاك بعض المعينات:

  • كل شيء تريد أن تزيد منه فاعطه اهتماماً أكثر. ركز على ما تريد لا ما لا تريد، ولئن شكرتم لأزيدنكم

  • بارك الأشياء والأشخاص الذين يزيدون في حياتك ولا يُنقصون منها. ليكن مقياسك النتائج لا المشاعر. إن محمداً وعيسى عليهما السلام كانا بين الناس، وكان منهم من يكرههم ويبغضهم وتسبب في أذيتهم. هؤلاء أخطأوا البوصلة. كن حذراً وواعياً

  • استفد من مشاعرك، فهي مؤشر لمعرفة وضعك. راجع مشاعرك فإذا كانت امتناناً فأنت تعرف أنك في طريق صحيح، وإذا كانت سلباً فهناك خلل ما، ربما في مخالفتك لرسالتك أو قيمك أو لوجود تدمير ذاتي من خلال شعورك بعدم الاستحقاق

  • عزز معاني الامتنان، وابدأ بالأشياء الصغيرة والأشخاص الذين حولك. كن ممتناً للخادم، لوالديك المجتهدين حتى لو اجتهداً خطأ، لكل من حولك. إن الزوج الذي لا يشكر زوجته على وجبة واعداد لا يعرف الامتنان. إن الزوجة التي لا تنام حتى ترضي زوجها إمرأة تستحق البركة. إن الموظف الذي يقدر اجتهادات مديره ويسلك الصعوبات موظف مبارك. إن الشعب البحريني الذي خرج بمئات الآلاف يبايع ملكه في أوقات صعبة مثل هذه التي يتساقط فيها الحكام كسقوط الذباب، شعب ممتن، ويستحق أن تهب له الحياة ملكاً عادلا

  • اختر شخصاً أو مكاناً أو ظرفاً قريباً ثم اكتب عشر أشياء أنت ممتن لها بسببه.

  • افعل ذلك كل يوم مرة في أمور مختلفة، لتعتاد الامتنان

سر على بركة الله


* مقياس هيكز (إيستر هيكز) هو مقياس من 22 مرحلة من المشاعر، أعلاها السعادة والفرح والتنوير والحرية والمعرفة الحب الامتنان والتقدير، وأدناها الاكتئاب واليأس والوهن والخوف. شرحتها في الفصل الثالث في المنهج التأسيسي في نادي جوي12 بالتفصيل، وستعرض كبرنامج يباع في الراشد أون لاين قريباً، بإذن الله
** مقياس هاوكينز (د ديفيد هاوكينز) هو مقياس من 1,000 نقطة لدرجة وعي الإنسان، كلما علت درجة الوعي كلما كان أعلى على المقياس، فمحمد وعيسى والأنبياء - عليهم السلام - في أعلاه، وكلما نزلت كلما نزل وعي الشخص. أدناه 20 وهي الشعور المستمر بالعار، و50 وهو شعور التأنيب، و100 شعور الخوف، و150 شعور الغضب.. وكل ما هو دون 200 فهو طاقة مدمرة، وهو يشكل %78 من تعداد البشر العام، يعني فقط %22 هم في الوضع الإيجابي. ودرجة 500 هي درجة اليوجي، و700 هي درجة الأفتار. شرحته بالتفصيل ونماذج له في الفصل الثاني من المنهج التأسيسي لنادي جوي12، وسيعرض كبرنامج يباع في الراشد أون لاين قريباً، بإذن الله
*** التدمير الذاتي: كلما جاء شيء جيد أو مفرح للشخص أوجد ما يعاكسه، فنكده أو طرده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق