الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

برنامج سلام للتغيير الذاتي: اليوم التاسع

بقلم الدكتور صلاح الراشد

ضفنا هذا الأسبوع تصويب النية. وتصويب النية بتحديد الهدف والتركيز عليه من وقت الآخر. لا تستعجل النتائج فقط أنوي. دعنا نكمل بقية البرنامج

درّب النفس


أذكر في بداية تأثري بتلك الفنون، كنت قد مررت بمرحلة حرجة وصعبة جداً في حياتي. كانت الأمور تبدو غير متكاملة، المعاناة أكثر من المتعة، الشقاء غالب على السعادة، القلق والتوتر، وشعور بضياع الرسالة والرؤية وعدم الفهم. كانت هناك ضغوط أسرية ونفسية ومادية، وتراكمت كل منها يجذب الآخر. في هذه الفترة زارني د. نجيب الرفاعي، وهو رجل معطاء بالعلم، سخي وكريم وعارف، وكان يحدثني عن فن أكتشفه حديثاً، وطلب مني أن أعمل تمريناً معه. فعملت التمرين معه، وكان تمرين الخطوات الستة المشهور في البرمجة اللغوية العصبية، وعمل لي نقلة حسية. ثم أهداني كتاباً وذهب. وكان الكتاب هو "المدخل للبرمج اللغوية العصبية" للمدرب المؤلف جون سيمور. تلقائياً صار لدي ارتياح من المؤلف. قرأت الكتاب بشغف، ثم اتصلت بمؤسسة المؤلف، وذهبت لهم في لندن، وحضرت مجموعة من الدورات معه، ثم مع غيره من المشاهير والمتخصصين. ثم أخذت سنتين من التدريب المستمر. ورغم زيادة الضغوط إلا أن الحياة بدأت تتحسن في الداخل. بعدها عملت قفزات كبيرة في حياتي المهنية والنفسية والاجتماعية. وكان ذلك سبباً في عقدي لدورات وإصداري لإصدارات وتأسسيسي لمؤسسات في كل أنحاء الوطن العربي، تسبب بفضل الله، مع جهود آخرين مشابهين، في عمل حركة تنموية ضخمة في الوطن العربي كله. إن التدريب، بالذات من المتمكنين، المحدثين معلوماتياً، مسألة ضرورية، بالذات لمن يريد نقل حياته للأفضل. وهي بالنسبة للمؤسسات عامود تقوم عليه، وبالنسبة للدول مسألة وجود أو لا وجود. إن الاطلاع والقراءة مسألة أولية، لكن يجب أن يتبعها ولو لفترة من حياتك تدريب وتأهيل مكثف. ابحث في الانترنت وفي المؤسسات التدريبية عن برامج تدريبية لكن حديثة ومتطورة. دورة في أسس الإدارة الرباعية مسألة عفا عليها الزمن، ومثلها إدارة الوقت، ودورات كارنيجي، وغالب دورات المؤسسات الحكومية والجامعات العربية قديمة ولا تنفع كثيراً في عصر يتضاعف فيه العلم والمعلومات كل ثمانية شهور. يجب أن تكون متواكبة مع التغييرات، لذا تحتاج أن تقوم بعمل البحث بنفسك في الانترنت وتكتشف المؤسسات سريعة التطور والأشخاص المتقدمين على التقليد. بعد البحث، حدد مجموعة من الدورات التي تود حضورها واعمل جدولاً لها في أجنتدتك. هاك بعض المقترحات
  • تعلم الفنون السريعة والبسيطة والقوية، وهي متوفرة باللغات المتعددة، منها العربية، وبعضها مجاناً NLP, EFT, TFT, Focusing..
  • اصرف على العلم. قدر العلم. خصص ما لا يقل عن 10% على الأقل من مدخولك في صندوق التنمية الخاص بك وبعائلتك. أنا كنت أخصص 30% وأكثر لقوة ايماني بالتنمية
  • ارسم جدولاً لفترة 3-6 شهوراً قادمة للتدريب
  • استمتع في التدرب، واربط مشاعر ايجابية بها
  • انتبه من نقد بعض المتخصصين والمشايخ للفنون الجديدة. هم ينطلقون من تخوف منها. أنت واعي لا خوف عليك. هذا الكلام يخص العامة. كما أن معظم المشايخ والمتخصصبن التقليدين لا يملكون المعلومة الحديثة. هم يعيشون في عصر مختلف عن العصر الذي نعيشه
  • انتبه من الدورات المبالغ في قيمتها. في الغالب ليس فيها مادة قوية. انتبه كذلك من المزاعم الكبيرة. المقصود من الدورة ليست أن تنقل حياتك تماماً، بل أن تضيف لك إضافة صغيرة، والإضافة الصغيرة على المدى البعيد كبير
  • لا تضع توقعات كبيرة من برنامج صغير. فقط استمتع واستفد ولو معلومات بسيطة تعمل التغييرات الكبيرة في الطريق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق